التقابل في الثنائيات المعنوية عند ابن حمديس الصقلي (ت527ه)

الملخص

اعتمد أغلب الشّعراء في بناء قصائدهم من التركيز على المقابلة بين الثنائيات المتضادة في رسم الصّورة الشّعرية للبوح عما تكنه نفوسهم من مشاعر وأحاسيس تصور ما يعيشه الشاعر ومجتمعه ومحاولة للتأثير في المتلقي وجذب انتباهه وإدخاله في أغوار النصوص واشراكه في تلك المعاناة ، فالشاعر ابن بيئته ويقوم بتصوير ذلك الواقع الذي يعيشه المجتمع في محاولة للتأثير فيه ، إذ إن الذات الشاعرة قد وعت دورها الريادي والقيادي وقدرتها على التغيير والتأثير في المجتمعات بما تمتلكه من قدرة على الأبداع ، وقوة في التأثير^([i]) ولعل ذلك ما وجدناه عند شاعرنا ابن حمديس الذي عاش حياة حافلة بالأحداث الحزينة والمؤلمة وقد عمل على تصويرها في اشعاره وخاصة أنّ عصر الشاعر عصر خلافات سياسية وصراع على السلطة ، فجاء البحث بعنوان (التقابل في الثنائيات المعنوية عند ابن حمديس الصقلي ت527ه) فلجأ الشاعر في قصائده للتركيز على المعاني المستوحاة من بيئته وتصويرها، فبرزت ثنائيات مثل ثنائية (الحياة والموت ) و (الوصل والهجر) و (الأمل والياس) وغيرها من الثّنائيات المعنوية والتي ظهرت عند شعراء العصر والتي مثلت هموم ذلك المجتمع وتلك الحقبة لما فيها من تقلبات سياسية واجتماعية وثقافية مركزاً من خلال تلك الثنائيات على المعاني تركيزاً واضحاً والتي تمثلت بالمقابلة بين الثنائيات الضدية في رسم صورة ذلك المجتمع وما يدور فيه من أحداث.